بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد اشرف المخلوقين والمرسلين
اورد سيدي الشيخ سيدي محمد العربي السائح الشرقي العمري التيجاني في كتابه بغية المستفيد لشرح منية المريد ترجمة للشيخ الشنجيطي بقوله( ان الشيخ الحافظ لما حصل من العلوم الرسمية ماحصل وصار اماما يرجع اليه فيها عزم على الحج لبيت الله الحرام وزيارة قبر نبيه عليه الصلاة والسلام.وجعل من اهم مقاصده التي يطلبها في رحلته تلك ملاقاة شيخ كامل من اهل الله تعالى.واتفق ان رافقه في الركب الذي توجه فيه رجل من اهل سجلماسة لانه توجه في الركب السجلماسي.فلما حصلت بينهما الالفة افضى كل منهما لصاحبه بسره.وكان مطلب الرجل السجلماسي كمطلب الشيخ الحافظ فتعاهدا على ان يخبر من عثر على المراد في ذلك صاحبه.فلما وصلا مكة جعل الشيخ الحافظ رحمه الله لا يالو جهدا في طلب ذلك من الله تعالى في جميع اماكن الاجابة.فبينما هو ذات يوم في الطواف اذ لقيه رجل فاسر اليه بان شيخك هو فلان وذكر له اسم الشيخ سيدي احمد التيجاني رضي الله عنه .ولم يكن طرق سمعه قبل فاتى صاحبه واخبره ثم جعلا يسالان عن الاسم الذي ذكر لهما حتى انتهيا الى اهل الغرب فقال لهم بعض الناس انظروا اهل فاس فاتيا جماعة من سوقة اهل فاس فسالهم.فقال لهم بغضهم هناك عندنا بفاس رجل فقيه يعمل كذا وكذا ووصفه بالحكمة وعلم الكيمياء وكانه يريد بذلك تنقيصه وتابعه على ذلك جماعة الا واحدا منهم قال لهما انظرا تلك الجماعة فانهم مظنة لتحقيق خبرهاكثر منا فاتيا تلك الجماعة فالفيا عليهم سيما الخير فسالاهم فاثنوا خيرا وعظموا الجانب وذكروا العلم والولاية ونحو ذلك وقالوا لهماا ان ههنا رجلا هو اخص الخاصة من اصحابه يعنون سيدي علي حرازم رضي الله عنه فنعتوا لهما محله فاتياه فاخبرهما خبره فاحد بمجامع الشيخ الحافظ.فعزم على التوجه لفاس بعد قضاء حجة وزيارة.فدعا لذلك رفيقه فلم يستطع مفارقة الركب السيجلماسي حيث لم يقسم له من الله تعالى شيء عند الشيخ رضي الله عنه.فلما وصل الحافظ الى فاس اقام عند الشيخ رضي الله عنه في زاويته المعروفة يربيه مدة وحين اازمع السفر الى بلده اجاز له الشيخ رضي الله عنه في طريقه بالاجازة المطلقة ولم يقيد له بشيء الا في التقديم فقط فلا يزيد فيه على عشرة.وعند موادعته للشيخ رضي الله عنه قال له اوصيني.فكانت وصية الشيخ رضي الله عنه ان قال له لا تظهر بنفسك حتى يكون الله تعالى هو الذي يظهرك فتوجه لبلده واقام بها مدة يدرس العلم للطلبة ولا يدعوا احدا الى طريق ولا غير ذلك عملا عاى وصية الشيخ رضي الله عنه.فاتفق ان رجلا ممن كان يشار اليهه بالصلاح وملاقاة الخضر عليه السلام اتااه ذات يوم بعد ان صلى العصر بتلاميذه وجلس اليهم يذاكرهم.فلما دنا الرجل من المجلس قيل له هذا فلان فقال سبحان الله ثم قام اليه ورحب به واجلسه الى جنبه.فامتنع الرجل ان يجلس الا بين يديه.ثم قال له اتدري لماذا اتيتك?قال لا.قال اتيتك باذن لتعطيني الامانة التي اتيت بها ما التل.فقال له ياسيدي واي شيء اتيت به من التل انما اوتيت ببعض الكتب.فاان كان لك غرض في بعضها جئتك به وهو لك.فقال له الرجل دعني ياسيدي من هذا.وانما اتيتك لتعطيني ورد الشيخ التيجاني رضي الله عنهالذي اتيت بالاذن فيه.فعند ذلك اتعم له واذن له في الورد.فقام جميع من حضر ذلك المجلس ورغب اليه في تلقينه اياه وسار كل واحد منهم الى اهله وعشيرته.فقص عبيهم خبر السيد المذكور.فلم يبت في تلك الليلة من البيوت القريبة من منزل الشيخ الحافظ الا وبات فيه ذكر الشيح رضي الله عنه .ومن الغد اتاه النااس اافواجا للاخد عنه.ثم تواصل ذلك وتراسل.فانتشرت الطريق على يده اي انتشار.وتخرج على يده ملايكاد يحصى من الرجال من هاتيك الاقطار.
ومن الكرامات التي اختص بها عن بعض صلحاء سجلماسة انه كان يكثر من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام فكان يجد لفمه وشفتيه حلاوة محسوسة.)