الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد : الدعوة إلى الله مسئولية الجميع يجب على كل مسلم ومسلمة القيام بهذا الواجب العظيم كل بحسب حاله وقدرته وهذا هو نهج السلف الصالح كانوا نبراسا لهذا الميدان فعلينا أن نحذو حذوهم ونقتفي أثرهم في تبليغ هذا الدين ، ولا شك أن هذا الدين سيبلغ مشارق الأرض ومغاربها كما أخبر بذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله (( إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها )) رواه مسلم
وأهم ما في هذا الأمر الدعوة إلى التوحيد الذي بعث الله الرسل عليهم الصلاة والسلام من أجله قال تعالى (( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)) وهذه الغاية التي خلق الله العباد من أجلها قال تعالى : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) فالغاية التي خلقنا الله من أجلها هي العبادة ، والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه والله تبارك وتعالى لا يحب من الأعمال والأقوال إلا ما كان موافقاً للكتاب والسنة لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) رواه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) فالأمر في العبادات كلها التوقيف أي يتوقف فيها على الدليل كل عمل تتقرب به إلى الله تعالى لابد أن يكون دل عليه الشرع ، فعلينا ايها الأحبة أن نخلص في عباداتنا ونعبد الله وحده مخلصين له الدين وندعوا إلى هذا الواجب الذي ضيعه كثير من الناس ، ونتمسك بهذا الأصل الأصيل الذي حققه ربح الدنيا والآخرة ومن ضيعه خسر الدنيا والآخرة والعياذ بالله أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا من عباده الموحدين المخلصين الداعين إلى التوحيد المتمسكين بهدي سيد المرسلين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .