من دوحة النبوة
"آل يامة"
"آل يامة" أسرة عريقة شريفة استقرت في منطقة غدامس ثم انتشرت في عدة مناطق كالطيبات وسوف.
النسب الشريف:
في رسالة بعث بها المقدم الكبير سيدي العيد بن يامة إلى بعض أقاربه القاطنين بغدامس جوابا على سؤال حول نسب العائلة، كتب على هامش الرسالة (بتاريخ 28 جمادي الأول 1372هـ) ما يلي:
[أما النسب الشريف فهو محقق، سمعت من والدي رحمه الله أن الشجارة طاحت عليها غرفة في غدامس، ولم نجدها، ونحن وإياكم نجتمع في الجد سيدي الحاج الفقي، لأن سيدي موسى جدكم هو أخ سيدي آمة، وأبوهم ـ هو ـ سيدي الحاج الفقي بن سيدي محمد بن سيدي أحمد السوقي، نسبنا وأولاد سيدي الحاج علي التماسيني نسب واحد، ونسأل الله أن يحقق النسب، وأما النسب الصحيح هو التقى لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا جد كل تقي ولو كان عبدا حبشيا وبرئ من كل شقي ولو كان حرا قريشيا)، أو كما قال صلى الله عليه وسلم ].
وقد ذكر العلامة الحجوجي: جد ووالد سيدي العيد بن يامة في كتابه "إتحاف المراتب العرفانية" (الجزء الأول)، وأكد أنهما ممن أخذ عن الشيخ الأكبر سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه.
سيدي مَحمد بن يامة:
هو جد سيدي العيد قال الحجوجي: (كان رحمه الله أحد من أعيان هذه الطريقة وأفرادها الكمل، وقد أخذ عن سيدنا رضي الله عنه وأرسله لمواضع لنشر الطريقة فيها, وكان يتكلم مع الأموات، وكانت له في مولانا الشيخ رضي الله عنه محبة كاملة طلب ـ الدعاء ـ من سيدنا رضي الله عنه أن يعيش طويلا ولا يهرم، فعاش مائة سنة، وكان يصطاد الغزال ويتبعها على رجليه لما أعطاه الله من القوة الكاملة حسا ومعنا).
وجاء في الهامش (يذكر أن سيدنا الشيخ رضي الله عنه كان كثيرا ما يرسل صاحب الترجمة إلى بعض جهات الصحراء كتوات والتوارق وغدامس وغيرها، وذلك بغية نشر الطريقة والتعريف بها في تلك النواحي النائية، وقد حالفه النجاح في معظم تنقلاته المذكورة، وانتشرت على يده الطريقة التجانية هناك أيما انتشار، وكان في طور شيخوخته كمثل شاب قوي في سن العشرين من عمره يسافر إلى أي بلد شاء دون مشقة اوتعب اوإعياء). من "إتحاف أهل المراتب العرفانية بذكر بعض رجال الطريقة التجانية"، الجزء الأول، تحقيق ذ.محمد الراضي كانون، ص 239.
سيدي بن سالم بن مَحمد بن يامة :
جاء في نفس المرجع, ص 245: (ومنهم البركة الأرضى الناسك والمرتضى سيدي بن سالم بن يامة السوفي المتوفي عام 1314هـ).
وفي الهامش: " هو أحد جلة تلاميذ الخليفة سيدي الحاج علي التماسيني وقد أجازه هذا الأخير بالإطلاق "
سكن سيدي مَحمد بن يامة نواحي الطيبات وأنجب عدة أولاد منهم سيدي البشير الذي تُسمى به مقبرة في الطيبات ( مقبرة سيدي البشير) وكان منهم أيضا سيدي بن سالم الذي بعثه الخليفة الشيخ سيدي محمد العيد بن سيدي الحاج علي التماسيني سنة 1875م تقريبا إلى سوف مرشدا ومعلما وإماما، ومكث مدة فواجهته بعض المصاعب فرجع، فعاد ثانية مع الخليفة الشيخ سيدي العيد وأوصى به آل شعباني وآل هميسي خير, واعتمدوه إماما عندهم، وخط الشيخ سيدي العيد مكان المسجد وعين مكان البئر.
ولد سيدي بن سالم بالطيبات سنة 1816 وتزوج بالسيدة زهرة التارقية وأنجب منها أربعة أولاد وبنتين وهم :
سيدي محمد الملقب بـ ابن يامة وسيدي بدادي وسيدي البشير وسيدي العيد وللا الزاوية وللا مباركة.
توفي في البياضة سنة 1896, ودفن شرقي المسجد الذي سمي عليه, رحمه الله رحمة واسعة واسكنه الفردوس الاعلى.
* انظر "علم سوف الشيخ مَحمد التجاني" لـ: ديدي السعيد/وادي سوف/الجزائر